نيفيجاتور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نصائح في تربيه الاولاد

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نصائح في تربيه الاولاد Empty نصائح في تربيه الاولاد

مُساهمة  A_for music الثلاثاء يناير 01, 2008 12:32 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

إن على الآباء والأمهات أن يعلموا أن قضية تربية الأولاد مسؤولية مشتركة بين الزوجين،
مصداقا للحديث الذي يرويه عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع،
وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع،
وهو مسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته" (رواه البخاري) .

ولا شك أن الزوج يضطلع بالعبء الأكبر من هذه المسؤولية بحكم القوامة الشرعية التي حمله الله تعالى إياها، ولكن تقصير بعض الأزواج في مسؤوليتهم لا يعفي الزوجات من التقدم إلى الميدان، وسد الخلل، وتدارك النقص إذ هما شريكان في بناء الأسرة وتكوينها، والصورة المثلى أن يكون الزوجان متعاونين على البر والتقوى في كل شأن، حريصين على أداء هذه المسؤولية الشرعية على أحسن وجه، وإن يكونا كمثل الأخوين المتحابين في الله تعالى، اللذين مثلهما "كمثل اليدين تغسل أحداهما الأخرى وعندما يكون الزوجان كذلك تثمر جهودهما التربوية أطيب الثمار، فلا تتبدد جهودهما، ولا تهدر طاقاتهما،
وتظهر آثار تعاونهما على تربية أولادهما سلوكا قويما سويا، ونجاحا في الحياة متميزا.. وعندما يكون أحد الزوجين بانيا مجتهدا، والآخر مهملا مفرطا، أو هادما مخربا، فأي خير يرتجى.. ؟ وأي نشأة سوية للجيل نؤمل.

مــتى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

أو كما قال القائل
سارت مشرقـة وسرت مغربا شتان بيـن مشرق ومغرب

وإن كثيرا من الآباء قد يخطئون أسس التربية القويمة، ولا يراعونها في علاقاتهم، وفي سلوكهم مع أبنائهم،
ثم يعزون فساد أولادهم وإنحرافهم إلى الأسباب والعوامل الخارجية، العديدة الضاغطة، التي تخرج عن قدرتهم وسيطرتهم..
وهذا نوع من التهرب من المسؤولية الشرعية التي يتحملونها، وسيسألون عنها يوم القيامة.
وقد يكون لهذا القول حظ من الصحة والقبول، لو أنهم ساروا على منهج رشيد في تربية أبنائهم وبناتهم،
وحرصوا على رعايتهم الرعاية التامة، ومتابعتهم في جميع مراحل نموهم، واتخذوا ما يستطيعون من الأساليب والوسائل لإبعاد المؤثرات الضارة عنهم، فإذا شذ أحدهم بعد ذلك أو انحرف فلن يكون إلا بنسبة ضئيلة شاذة، لا تشكل قاعدة ذات خطر،
أو ظاهرة تستعصي على المعالجة. ومن ثم فقد كان لا بد من بيان أسس التربية القويمة وتوضيحها،
ليكون كل من الزوجين على بينة من مسؤوليته وسلوكه، ويعرف جوانب التقصير أو التفريط في عمله،
فيسعى إلى تدارك ذلك وتلافيه، قبل فوات الأوان، ثم الندم حيث لا ينفع الندم.
وهذه أهم أسس التربية الأسلامية القويمة نقدمها للوالدين في صورة نصائح ثمينة

أولا: تفاهم مع زوجتك على منهج التربية وأسلوبها، واحذر من الاختلاف والتناقض :

لا شك أن التفاهم بين الزوجين أساس التربية المثلى وقوامها: فلا يمكن أن تنهض تربية قويمة للأولاد،
ما لم تقم على أساس راسخ من التفاهم بين الزوجين، على منهج التربية الإسلامية القويمة، وأسسها ومبادئها،
وأهدافها وغايتها، وأساليبها ووسائلها، ونحن نعلم أن التفاهم لا يمكن أن يكون على كل شيء، وإنما يكون على الخطوط العريضة، والمبادئ العامة، ولا بد من مساحة بعد ذلك لحرية التصرف من قبل كل الوالدين بما لا يخرج عن تلك الخطوط،
وبما لا يتعارض مع توجيه الطرف الآخر ورأيه، بل واحترام رأيه وتقديره أمام الأولاد.
ولا يخفى أن التفاهم بين الزوجين إنما يقودنا إلى التركيز على حسن الاختيار قبل الزواج من قبل كل من الزوجين للطرف الآخر.. فإذا لم يتم حسن الاختيار أولا، فلا بد من المعاناة والاجتهاد لتوحيد التصورات والمفاهيم، وإقناع الطرف الآخر بالتوجه الإسلامي الواعي، لتبدأ خطوات التربية على منهج واضح، وأسس بينة سليمة.

ثانيا: وضح أهدافك في الحياة في نفسك أولا، واحرص على تطابق سلوكك مع أهدافك

فإن أهدافك العليا تؤثر في أولادك بصورة أو بأخرى.. وإن أهداف الإنسان وتوجهاته تحدد مساره في الحياة،
وترسم سلوكه، ويؤكد لنا ذلك أن الله تعالى عندما عالج في القرآن الكريم أسباب هزيمة المسلمين في غزوة أحد،
نص على هذه الحقيقة فقال سبحانه: "منكم من يريد الدنيا، ومنكم من يريد الآخرة.." (سورة آل عمران، الآية: 152).
فبين الله سبحانه أن إرادة الدنيا، والتوجه إليها ينعكس على سلوك الإنسان بالخلل بالهدف الأعلى من الحياة الذي حدده الله لعباده.. وهو بلوغ مرضاة الله تعالى.. وهذا الهدف يتفرع إلى أهداف أدنى منه وأصغر..
وهذه الأهداف لا يربطها بالإسلام إلا أن تكون مشتقة من الهدف الأكبر، معززة له..
فعندما تكون مشتقة من قيم الإسلام ومبادئه، فإنها تترجم ولا بد في حياة الإنسان، وفي سلوكه العملي،
كما تتجلى في أخلاقه ومواقفه..
وعندما تغيب هذه الأهداف العليا السامية عن تصورات الإنسان وسلوكه فإنه تضطرب شخصيته ولا تستقر،
ويتخبط في حياته، ولا يهنأ، ولا يدري أين يتوجه أو يسير، وكذلك الإنسان عندما يرين على قلبه غشاء الأهواء والسيئات، ويتكثف فيه ركام الشهوات والشبهات، وتستغرق حياته فيها، فيتوجه قلبه إلى الأهداف الصغيرة، ويتعلق بها،
فقد تكون أهدافه جمع الأموال، أو التطلع إلى كثرة النساء، أو الحرص على الجاه بين الناس، أو المنصب، أو الرئاسة..
ومثل هذا الإنسان رجلا كان أو امرأة أنى له أن يغرس في نفس أولاده قيم الإسلام وآدابه، أو أن يحملهم على سلوك سبيله،
أو الالتزام بهديه.؟ إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه، وكل إناء لا ينضح إلا بما فيه.

ثالثا : تدرج في تربية الأبناء ورعايتهم وتكليفهم، واحذر من الإهمال والتسويف

أعلم أخي ولي الأمر أن التربية عملية تنشئة مستمرة، وأهم مقومات نجاحها وإثمارها: أن تكون متدرجة متمهلة،
لا تنطلق من ردود الأفعال، ولا تأخذها فورة حماسة آنية، ثم يعقبها همود وتراخي، أو تترجح وتتذبذب بين الاهتمام البعيد عن الواقع أو الإهمال والتسويف..
وإنما التدرج في التربية كما أنه أصل راسخ في التشريع الرباني، فهو أصل راسخ في التربية والبناء والالتزام.
وإن من معاني الرب سبحانه: أنه يربي عباده بما يصلحهم، من السراء والضراء، والشدة والرخاء، والمنع والعطاء،
والابتلاء بالخير والشر، ويتدرج بهم في ذلك كما تدرج بعباده رحمة بهم في مجال التشريع، ولم يكلفهم ما لا طاقة لهم به.
وإن من مقتضى هذه الحقيقة في تربية الناشئين ألا يحمل الناشئ المسؤولية الكبيرة قبل إن ينجح في تحمل المسؤولية الأدنى، ويتدرج في ذلك بصورة طبيعية معقولة، وألا يمنح العطاء الكبير قبل أن يختبر عقله وحكمته، وسيرته وعمله مع العطاء اليسير، ويظهر حسن تصرفه فيه، وأن يتدرج معه المربي في كل شأن من شؤونه تدرجا طبيعيا، يتلاءم مع نموه الجسمي والعقلي والنفسي، لا يزيد عن ذلك فيفسد نموه واتجاهه، ولا ينقص عنه فيكبت طاقاته، ويقتل طموحه وإبداعه.
ويمكن أن يستدل لذلك بقول الله تعالى: "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما، وارزقوهم فيها واكسوهم،
وقولوا لهم قولا معروفا، وابتلوا اليتامى، حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم.." (سورة النساء).
فالسفيه هو الذي لا يحسن التصرف بأمواله، لا يعطى له ماله الخاص، بل يحجز عنه حتى يثبت رشده،
وقد وصف الله تعالى أمواله: بأنها أموال الأمة، وإن من مسؤولية الأمة أن ترعى أبناءها وتحسن توجيههم بما يعود عليهم بالخير والرشد.
كما أمر الله الأوصياء باختبار اليتامى الذين يكونون تحت رعايتهم أن يختبروا رشدهم في التصرف بأموالهم،
وذلك لا يكون إلا بالتدرج في التصرف بها، فإن ظهر رشدهم تدفع إليهم أموالهم عندئذ، وإلا فإنها يجب أن تبقى تحت وصاية الأمة ممثلة بمن ينصبه القاضي للقيام بهذه المهمة.
ويشبه ما نحن بصدده ما قاله الحكماء قديما: "طعام الكبار سم للصغار" فكما أن اللحم طعام للكبار شهي،
ولكنه قد يكون سما قاتلا للطفل الرضيع، الذي لا تتحمل معدته أكثر من حليب أمه.
وأما الإهمال والتسويف في أمر التربية: فهو الداء الوبيل، والشر المستطير، الذي ضيع الحقوق، وأفسد الحياة،
وقد ابتلي به المسلمون على اختلاف فئاتهم: على مستوى الأفراد في أنفسهم، وعلى مستوى علاقات الأفراد مع الآخرين والمسؤوليات المنوطة بهم.
A_for music
A_for music
المشرفون
المشرفون

عدد الرسائل : 321
العمر : 43
الموقع : www.yamim.ahlamontada.com
تاريخ التسجيل : 26/12/2007

http://www.bramjnet.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نصائح في تربيه الاولاد Empty رد: نصائح في تربيه الاولاد

مُساهمة  nour al_bakri الثلاثاء يناير 01, 2008 7:29 pm

جزااااااااااااااك الله خير بجد انا حسة ان المجتمعات اساسا مبقاش فيها اي نوع من التربية وربنا يهدي الجميع
nour al_bakri
nour al_bakri
المشرفون
المشرفون

عدد الرسائل : 343
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 25/12/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى